المتابعون

مرات مشاهدة الصفحة في الأسبوع الماضي

الأربعون النووية بالمُذهب

أهم يقسمون رحمة ربك



نستفيد من الآيتين الكريمتين التالي: 
1 - كما جاء في الآية الأولي ( وقالوا: ودائماً وأبدا هناك ناس تقول وناس تسمع مقالتهم، ومن الناس من يتأثر بكلام الناس فيتزعزع ما فيه من عقيدة غير ثابتة ، ومنهم من يسمع كلام الناس فلا يتأثر مطلقا ، وسبحان القائل في محكم كتابه ( ومن الناس ) ( ومن الناس ) . 

2 - قالوا: لولا نزل هذا القرآن علي رجل من القريتين ( مكة والمدينة ) عظيم الشأن والهيبة والمال والعشيرة ...الخ ؟ وهو سؤال خبيث يراد به باطل وظاهره حق، لأنه حتي لو نزل القرآن علي إنسان أعظم من محمد - صلي الله عليه وسلم - وما من إنسان في البشرية جمعاء أعظم منه ، في العداد والأهل والعشيرة والمال ...الخ لما آمنوا، لماذا ؟ لأن القرآن لا يدغدغ مشاعر الفقراء بالحديق عن الجنة ونعيمها بل كل القرآن يخاطب العقل بتوضيح العواقب لكلا الطرفين الخير والشر . 

3 - وعندما يقول أحد لابد من الرد عليه، وهنا ، تولي الله - عزوجل - الرد بنفسه علي هذه المهاترات ، فسألهم سؤال بسؤال: ( أهم يقسمون رحمة ربك ) والسؤال وجيه ومفحم ولا يستطيع أحد كائناً من كان الرد عليه ، لماذا ؟ لأن الله في القرآن كله أتي ببضع آيات يراجع فيها محمدا ، وينهره عن أشياء فعلها لا يحبها الله مثل ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله )  وغيرها بالطبع ، معني هذا أن الله في علياءه لا يحابي أحد ومن يخطأ يتحمل نتية خطأه ومن يحسن فله الحسني وزيادة ، لذا لا أحد يُملي علي الله أفعاله ولا أحد يقدر علي تقسيم رحمة الله - عزوججل - . 

4 - نحن قسمنا معيشتهم في الحياة الدنيا: انظر مرة أخري لكلمة ( دنيا ) تأتي من الدنو أي القرب من تراب الأرض ، ومع هذا الله يرفع فيها أقوام ويعز فيها أقوام ويذل آخرين ، ويغني فقيرا ويفقر غنيا وغير ذلك من أحكام الحياة الدنيا مصداقاً لقوله تعالي ( كل يوم هو في شأن ) والسؤال هنا: هل أنت أب لأولاد ؟ هل أولادك كلهم علي ما تريد؟ فإذا كان أحدهم يتعبك في تربيته ، فماذا تفعل ؟ هل تحرمه من المصروف وإن كبر تحرمه من الميراث ؟ أو غير ذلك، الله ليس أباً لأحد من البشرية ولكنه الطبيب الأول لا طب تشخيصي جسماني ولكن نفسي اججتماعي يفهم صنعته علي خقيقتها ، فيحرم هذا أحيانا ، ويعطي هذا إكراما ، لا محاباة بل طب إلهي إلي حين  يتذكر ويخشي ويرجع هذا المكلوم في مصيبة ما . 

5 - ورفعنا بعضهم فوق بعض: لماذا ( ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا ) ولماذا يسخر بعضنا من بعض، سنة من سنن الحياة التي لا تتبدل ولا تتغير، فتد بعض الأغنياء يسخرون من الفقراء، وتجد بعض الأصحاء يسخرون من المرضي ، وتجد بعض المرضي يسخرون ممن دونهم في المرض - هذا بالطبع سوء أخلاق - أما لماذا الله عل بعضنا فوق بعض ليتخذ بعضنا بعضا سخريا ؟ ابتلاء من ضمن ابتلاءات الحياة ، ولن تجد أحد لا يسخر من أحد دونه وهو هو يسخر من فوقه منه - دنيا - ليتحقق كلام الله علي أرض الواقع . 

6 - ورحمت ربك خير مما يجمعون: ألم أقل لك إن الله - تعالي - هو الذي تولي الإجابة علي الأقوال وبنفسه لتصحيح المفاهيم ، فقد ذيل الآية بهاذ التذييل أن رحمة الله في الدنيا للبعض أو في الآخرة للمؤمنين خاصة وللبشرية علي إطلاقها من 99 رحمة التي أطلقها ليوم القيامة ، أفضل من جمعك للمال أو الجاه أو العمل المناسب أو الزوجة الحسناء أو أو أو ... رحمة الله خير مما تجمع . 


أيها المؤمن
 أنت لست كأحد ، أنت تؤمن بإله عظيم ، إربأ بنفسك عن تقليد العامة ، وكن من خواص الخصوص لله - تعالي - فإذا رأيت أحدهم مبتلي في مال أو جاه أو أولاد أو قلة أو ذلة أو علة ، فاغضض من بصرك، وكأنك لم تري العيب مطلقا،  ترفعاً لله - تعالي - أنت لست مثلهم بالتأكيد . 

وتذكر 

أن الله - تعالي - يقول في كتابه العزيز ففي غير موضع ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) ويقول عز شأنه ( كل يوم هو في شأن ) فقير اليوم الذي استهزأت به ورفضته أن يالسك ، هو غني الغد ، ومريض اليوم ربما يُشفي وصحيح اليوم ممكن أن يمرض غدا ... نحن في دنيا لا في آخرة ليس بها تقلبات ولا تأشيرة خروج ابدا . والله أعلي وأعلم . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق