نستفيد من الآية الكريمة التالي:
أفمن زُين له سوء عمله فرآه حسنا
هل يمكن أن يتزين لأحدهم عمله القبيح فيسميه بغير مسماه ويعتبره حسنا ؟
إن الأصل في الأشياء ليس الزينة بل الشكل العادي أو ربما القبح ، فنحن من يزين العروس ، ويزين الشقة الجديدة ويزين الأفراح وحتي بيوت الله ( المساجد ) فكل شيء لا نتركه لأصله مطلقا ، إذن الآية تخبرنا: أن بعض الناس - لا جعلنا الله منهم بفضله وليس بعدله - تتزين له أعماله حتي يسميها بغير اسمها فتسمي الرشوة هدية علي سبيل المثال . وانت حين تقوم بعمل ما وتتقنه ، ترجع ببصرك لتراه مرة أخري، ألا تري ربة المنزل حين تقوم بعمل طبخة جيدة ، ألا تنظر إليها وربما تصورها الآن قبل أن يأكلوا منها وقس هذا علي كل المجالات ، فالعمل نراه بأعيننا إما قبيح وإما حسن علي حسب مرآة الخير أو الشر بدواخلنا ، فتأنيب الضمير أو التوبة أو حتي التعالي علي الذنب وقول انا لم أفعل هو من قبيل المرآن التي تعكس ما بداخلنا من خير أو شر .
فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء
هل هناك شبهة محاباة - حاش وكلا، فنحن كمسلمون لسنا مدللين عند الله، بل من يُذنب فينا ينال جزاءه ، ومن يكون صحيح ويعمل الصالحات أيضا ينال جزاءه حتي لو كان هذا الزاء قبول اتماعي في وسط أهل الخير أو رفض من وسطهم ، الله - تعالي - لا يضل إلا من اختار الضلال طريق وصم أذنه وبصره عن رؤية الخير أو أهل الخير ، ويهدي من أراد الهداية ويسعي لها سعيها وهو مؤمن لكنه تغلب عليه الشِقوة تارة والخير تارة أخري، فيهديه الله فيصير من المهتدين
فلا تذهب نفسك عليهم حسرات، وما هي الحسرة إذن؟
الحسرة: شدة التلهف والحزن
حَسَرَ الرَّجُلُ : أعْيَا، بِظُهُورِ التَّعَبِ عَلَيْهِ مِنْ جَرَّاءِ قِيَامِهِ بِعَمَلٍ شَاقّ
والمعني: أن لا تذهب صحتك النفسية والجسدية أو النفسجسدية يا محمد علي من زُين له سوء عمله فرآه حسنا ، وهنا تود عدة إشارات:
1 - إشارة من الله - تعالي - علي وجود أمراض نفسجسدية: مشاكل نفسية تحدث للإنسان فيصاب بأمراض بسببها ، مثل سيدنا يعقوب - عليه السلام ( وابيضت عيناه من الحزن ) هذا مرض نفسس جسدي ) والدليل أول ما اشتم رائحة يوسف - عليه السلام - رع إليه بصره
2 - لا تذهب صحتك النفسية والجسدية علي ناس لا تهتم أصلا بمقابلة الله يوم ما ، فأهلكوا أنفسهم بالمعاصي ومظالم الناس .
3 - الحسرات مع حسرة: أي لا تتحسر علي هذا الذي لا يصلي ، وهذا الذي أسرف علي نفسه بالمعاصي ، وهذا الذي رفض الدين بالكلية وغيرهم ، حسرة وراء حسرة يزاد ضغط الدم في الإرتفاع ، وتتغير فسيولوجية الجسم حتي تصاب الأمراض ، فالحزن ممرض .
4 - الدعوة تحتاج لك ، فلا تقعد نفسك يا محمد بالمرض حتي تقوم علي اكمل وه بما سيلقي علي عاتقك ، وبالطبع القرآن نزل للمسلمين بعد موت رسول الله ، لذا الدعوة موهة لك أنت أيضا
إن الله عليم بما يصنعون
وقد كان من البديهي أن يختم الله الآية ( إن الله عليم بما يفعلون ) فما هي الصنعة إذن ؟ يقال هذا صنايعي شاطر ، وهذه امرأة صناع اليد ، وهكذا ، فمن يصنع شيء إما أن يتقنه أو يهمله حد الإساءة لهذه الصنعة ، ويبدو أن من زُين له سوء عمله كانت صنعته في الإفساد والمعاصي والبعد عن الله : صنعة متقنة للدرجة التي انستهم أن عملهم عمل سوء وشر وليس عمل خير
في النهاية
الله لا تجعلنا ممن زين له سوء عمله
ولا تعلنا إن كنا علي الخير أن نتحسر علي أفعال غيرنا حسرة تلو الأخري
بالطبع الله أعلي وأعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق