المتابعون

مرات مشاهدة الصفحة في الأسبوع الماضي

الأربعون النووية بالمُذهب

ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها

 



قصة الآية 

كانت هناك امرأة في مكة تغزل غزل جيد جداً / لدرجة أن من يري غزلها يلتفت إليه من مهارة صنعتها ، وبعد أن تصل لمرحلة النهاية في الغزل ، ابدأ في فك غزلها غرزة غرزة حتي يبقي صفريا ، ثم تبدأ من جديد ، فتخيل الناس أن برأسها شيء من الجنون ... القصة حقيقية وحدثت علي أرض الواقع بمكة وشاهدها الناس ، والقرآن نزل منجما ( أي ليس بالترتيب ولكن بالأحداث المحيطة ليتعلم الناس ) 
الآن: ما الغرض من  مثل هذه الآية وماذا يريد رب العالمين أن نتعلم منها: 

1 - لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا: ونكث الشيء وضعه عكس طبيعته مثل أن تنكس الكوب من أعلاه لأسفله ، ومعني الآية بهذا المعني: أنها تقلب الموازين الطبيعية للشيء ، تعمل وتعمل وتعمل وتتهد ثم تهدم ما بنته بنفسها ، الله - تعالي - لا يريد منك أيها المسلم أن تتعب وتتهد في شيء ثم تيأس علي آخر لحظة وتهدم ما بنته يدك . 

 

2 - تتخذون أيمانكم دخلا بينكم: لا تجعلوا أيمانكم وسيلة للخداع والغش، ليطئن إليكم الناس، وهذه الحال هي حال أهل الجاهلية، يتخذون العهود خداعا لأجل مصالحهم، فهم لا ينوون حين يعاهدون إلا اتخاذ العهد خديعة؛ لينالوا مكاسبهم.

3 - أن تكون أمة هي أربي من أمة ، الربو: الزيادة ، يقال هذه ربوة لأنها زيادة عن مستوي سطح الأرض لذا تُسمي ربوة لأنها مرتفعة ، ، والأمة تطلق علي الماعة الكبيرة من الناس مثل الأمة المحمدية ، الأمة اليهودية ، الأمة العربية ، الأمة الكاثوليكية وهكذا ، لذا معني هذا الجزء من الآية الكريمة: أن تكون بين مجموعة كبيرة من الناس: تحبها وتقدرها وتعمل بجد وإخلاص من أجلها ، حتي إذا وجدت أحسن منها تركتها وذهبت لهذه الجماعة الأخري ، قس عليها كل شيء في حياتك: من أول زواجك إلي عملك إلي علاقاتك التي تعتمد وتدور حيث تدور مصلحتك ... ينبهك الله - عزوجل - أن هذا عمل غير لائق بالمؤمن به - سبحانه وتعالي - 

4 - إنما يبلوكم الله به: ومعني هذا أنك ستبتلي بزوة أحلي من زوجتك، وستُبتلين بزو أغني من زوجك، وستبتلي بعمل أفضل من عملك عند منافس صاحب عملك وأنت تأخذ الدرجة الوظيفية الكاملة التي تطمح بها لنفسك - هنا ممكن أن تفعل - لكن في الزيات وغيرها اجعل لعقلك يعمل في صالح إيمانك وليس ضده .
 
5 - وليبين لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون: من الطبيعي والبديهي: أن وود شخصين فاكثر مدعاة للإختلاف ، وكما يقول الغرب: إذا مر علي الزواج اسبوع فهناك طريق للطلاق ، يعيش من يعيش مع الإختلاف ، ولا يستطيع آخرون التعايش ، لذا الإختلاف لا ينكره الله - تعالي - ولا يثبطه فيك ، ولكن يقول لك : حل أنت مشاكلك هنا، والإختلاف عاقبته والقضاء فيه من قِبل الله - تعالي - يوم القيامة وليس هنا . 

6 - لمحة أخيرة في الآية الكريمة: أنت خبير أن لكل شيء قلب ، أو سمه ( وسط ) وهذا الوسط يحمل من كل الأطراف ، وإن لكل سورة من سور القرآن ( قلب أو وسط ) أو محور تدور حوله كل أركان السورة ، وسورة النحل تعرف بأنها سورة الشكر: بسبب أن الله تعالي عَدد كثير من النعم علي عباده فيها ، وبما أن هذه السيدة المكية الغريبة الأطوار نقضت غزلها ، وأن النحلة تعمل بجد شديد ومهارة فائقة عملها ولا تنقضه ابدا ، لذا وكأن الله - تعالي - يريد منا أن نعمل كالنحلة التي إن وقفت علي غصن لم تقطعه وأفادته وأفادت غيره كثير من النبات والإنسان وربما الحيوان ولا نعمل مثل هذه السيدة المكية لأنه نوع من الكفر بالنعم وليس شكر المنعم ( الله تعالي ) أو شكر النعم التي حولك . 

الآن: الآية مجملاً: 

أيها المؤمنة/ ايتها المؤمنة: لا تعمل بد في زواج أو عمل أو علاقات شخصية أو غير ذلك من أوجه الحياة ثم ترين بركة ما قدمتيه لنفسك وللآخرين ثم تفكي غزلك نكث بعد نكث ، لماذا لا تفعل أو تفعلي ذلك؟ لأنه برقت في عينيك ( مموعة أخري حلت لك في عينك أكثر من الماضية التي فككت غزلها ) وإن هذا نوع من الإختبارات الحياتية الآتية لك في ججزء من حياتك لا محالة ، وسيري الله عملك ويجازيك علي اختلافك في الآخرة ويطلق لك العنان في تحمل مسؤولية إتخاذك لقرارات معينة . والله أعلي وأعلم . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق