نستفيد من الآية الكريمة التالي:
1 - في الآية التي تسبق هذه الآية التي بين أيدينا ، يخبر المولي - تبارك وتعالي - نبيه محمد - صلي الله عليه وسلم ، أن الحُجج الفارغة جاءت لكل الأنبياء من قبله مثله تماما ، وهو نوع من التسلية لصعوبة المهمة الموضوعة علي كاهل رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فقد قال تعالي في الآية التي تسبق هذه الآية التي بين ايدينا ( مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٖ (43))
2 - قال الله تعالي: ولو جعلناه قرآنا أعجمي لقالوا: لولا فصلت آياته ، يخبرنا رسول الله في السن المطهرة وهي الشارحة والمبينة للقرآن الكريم ( خاطبوا الناس علي قدر عقولهم ) والقرآن نزل في البيئة العربية وهي كانت بيئة بها ما بها من الجهل ، ولكنها لم تكن تملك الخرافة منهج لها كما في الشعوب الآسيوية مثل الصين والهند وقتذاك الذي كانت الأساطير تملأ الفراغ من حولهم ، أما البيئة العربية فكما كان هناك هل وهلاء ، كان هناك متعلمين فصحاء ، وكانت هناك دار الندوة ، دار ثقافية من الطراز الأول ، ينثر فيها الشعر والشعراء كلماتهم وأشعارهم بالألف بيت شعر سرداً غير مقروء ، إذن حُجة أن القرآن نزل باللغة العربية وليس الأعمية فلا نفهم منه شيئا ، حجة واهية .
3 - هناك لفتة أخري في هذه الجزأية: ما هي اللغة الأعجمية؟ إن لغات العالم كثيرة قد تصل لأكثر من 3000 لغة ، فما هي اللغة الأعجمية ؟ تقريباً هي اللغة الاتينية التي هي أصل اللغات الأجنبية ، ولذا أصول العلوم اليوم في الغرب تدرس في بعض الامعات باللغة الأتينية وليست اللغة الإنجليزية ، للوصول إلي امهات الكتب عن كثب وروية .
4 - فيستهزأ الله - تعالي - بهذه الحُجة ويقول: أأعجمي وعربي !!!!
5 - قل هو للذين آمنوا: هدي وشفاء ، والذين لا يؤمنون: في آذانهم وقر: صمم ، وعو عليهم عمي ، وانت وانت تسير في رحلة الحياة ، ستجد ناس تحب القرآن لدرجة ممكن أكثر من أنفسهم ، وستد نباً لجنب أناس يقولون: إنه طلاسم ولا نفهم منه شيئا ، والغريب: أن هؤلاء الناس مثقفين جدا ، ويملكون من التعليم أوفره ، لذا الحة عليهم أقوي وأفزع - عافانا الله - كما أعطيت من العلوم كذا وكذا ، لماذا لم تتعلم القرآن المشرف ؟!!!
6 - ثم يذيل الله - تعالي - الآية الكريمة: أولئك ( هذا الصِنف من الناس ) الذين يأتون في كل أمل بالتشاؤم ، أولئك الذين يرون صعوبة في كل فرصة ، أولئك الذين لم يؤمنوا بما جاء به القرآن ، ينادون من مكان بعيد يوم القيامة - عافانا الله وإياكم - وما المشكلة أن ينادوا من مكان بعيد ، تخيل المشهد: الناس غرقانين في عرقهم من شدة الحر ، والله - تعالي - غضب غضبة لم يغضبها قط ، والناس موقوفون للحساب ، والله تعالي لا يكلم أحد ، وهناك فئة مشرفة تحت ظل الله تعالي في هذا الحر ، وأنت نفرض أنك كنت من المكذبين - أعاذك الله - فهل مناداة اسمك في هذا المشهد نجاة ؟ إن المناداة من مكان قريب غير مخيفة ومحببة للنفس ، متعنا الله بظله يوم لا ظل إلا ظله - سبحانه وتعالي -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق