أولاً: بعض معاني المفردات
محاريب
فجوة في جدار قبلة المسجد يقف فيها الإمام في الصلاة ومحراب المجلس أو الدار صدره، ومحراب المسجد مقام الإمام.
جفان كالجواب
: واحدها: جابية وهو الحوض الذي يجبى فيه الماء. وقال الفراء في معاني القرآن الورقة 261 : (وجفان): وهي القصاع الكبار. (كالجواب) الحياض التي للإبل. وفي (اللسان: جبى): الجابية الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل. والجابية: الحوض الضخم
قدور راسيات
ثابتات لها قوائم لا تتحرك عن أماكنها تُتَّخَذ من الجبال باليمن يصعد إليها بالسلالم) ﴿قُدُورٍ رَاسِيَاتٍ﴾ قال العلماء: الراسي الثابت، والقدور جمع قِدر وهو ما يطبخ فيه الطعام، وإنما كانت راسية لكبرها، كبيرة راسية في الأرض، فهي لكبرها لا يستطيع أحد أن يتناولها ويقُلِّبها
ثانياً: ما نستفيده من الآية الكريمة
1 - القصة تحكي عن مُلك سليمان - عليه السلام - وعلي جيشه العرمرم ( كثير العدد) من إنس ون وحيوانات وطيور ...الخ فهو من أغرب الجيوش الغابرة في التاريخ الإنساني ، يعملون له أشياء ، يبدو أنها كانت في وقتها شيئاً عظيما ، كما قرأت أعلي ولنبين كل في موضعه.
2 - يعملون له ما يشاء: هل تملك عمال - موظفين أو غير ذلك تحت إمرتك؟ هل يعملون لك ما تشاء ، هل يقومون بواجباتهم نحوك ونحو العمل بكل إخلاص ، أم يتعبونك ويأخذون من وقتك وجهدك النفسي الكثير ؟ الخلاصة عمال سيدنا سليمان يعملون له ما يشاء تحديدا .
3 - يعملون له من محاريب .... ممكن نقول مثل حوض السباحة الآن ولكن لإستخدامات في وقتهم كشرب الغبل أو غيرها ، وهي صناعة يدوية ولكن يتحكم فيها الإتقان والصنعة الجيدة .
4 - اعملوا آل داوود: ما هذا ؟ أهم من بيت آل داوود أي أولاد ملوك ويعملون مثل هذه الأعمال؟ أم إنهم جيش سليمان ؟ الله - تعالي - يري أنهم من أولاد الملوك .
5 - شكرا: ما هذا أيضاً؟ لقد سمي الله - تعالي - العمل الشاق اليد المتقن الغير موود في زمانهم حتي أنهم عرفوا به ( شكرا)
6 - ثم يعقب علي الآية الكريمة: وقليل من عبادي الشكور، وأنت خبير أننا كلنا عبيد لله - تعالي - ولكن القلة منا عباد ، فالعبيد مقهورون بالتعبد لله قهرا بربوبيته - سبحانه وتعالي - ، أما العباد فهو اختيارك أنت أن تكون عابداً لله ، وذلك مصداقا لأقواله تعالي ( وليس الله بظلام للعبيد ) وقوله تعالي ( وعباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هونا ... )
الخلاصة
1 - هل أنت متقن في عملك؟ هل أنت لا يستطيع أحدهم أن يعيد عملك لأنك لم تتقنه بعد؟ هل ترتدي ساعة من صنع سويسرا أم من صنع الصين ؟ وهل وجدت فارق ؟ الشاهد: إتقانك لعملك، لا أحد يجيد أن يعمل وراءك ، لا أحد يريد أن يعمل معك من كثرة حرصك وإتقانك ؟ إذا كانت الإجابة بنعم ، فابشر: فأنت إن شاء الله مع إيمانك بالله من عباده الشكور
2 - وانت ذاهب لعملك فقط تذكر: أن أولاد الملوك سابقا ( آل داوود) قد عملوا بمهن أنت أنت لا تفكر فيها مطلقا ، وهم أولاد ملوك ، ولا يحتاون للعمل من الأساس .
هل علمت الآن: لماذا الله - تعالي - يذيل الآية بــ ( قليل من عبادي الشكور ) والأرض ولله الحمد تعج بالمسلمين الحامدين لله - تعالي - والله أعلي وأعلم ، وجعلنا وإياكم من عباده القليل الشكور، وتذكر أيضا: أن كلمة شكور صيغة مبالغة ، اي ديمومة ، كما كان سيدنا أحمد ابن حنبل يقول ( لا أترك المحبرة حتي أدخل المقبرة ) قسها علي عملك ( لا أترك العمل الاد المخلص المتفاني ابدا حتي ولو لم يعطوني أجر هذا العمل المضني كما أريد )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق