المتابعون

مرات مشاهدة الصفحة في الأسبوع الماضي

الأربعون النووية بالمُذهب

أهؤلاء من الله عليهم من بيننا

نستفيد من الآية الكريمة التالي 

1 - الفتنة

 الإختبار، يقال فتنا الذهب لإستخلاص الشوائب منه وتركه ذهباً خالصاً لا شوائب فيه ، والحديد وكل المعادن ، ونحن خلقنا من تراب الأرض ، أي إن في أصل تكويننا معادن علي الحقيقة وليس المجاز ، حتي ولو كان مجاز ، ففتنتك وفتنتي وفتنة الأمة معاء بل الناس ميعاً للتهذيب وليس للتعذيب ، خاصة إن كنا نؤمن بإله سماوي عدل ، لا محاباة عنده لأحد إلا بعنصر واحد ومقياس واحد ( التقوي ) فلا يفضل أعجمي علي عربي كما هو الوضع الآن في الدنيا لأنهم الغالبين ، ولا يفضل العربي علي العجمي لأن القرآن نزل بين أظهرهم ، لا لا بل التقوي والتقوي وفقط. 

2 - وكذلك فتنا بعضهم ببعض

 سنة أصيلة كونية متكررة مع كل زمان ومكان، هل لست في مجلس إلا ورأيت من هو أفضل منك في أشياء ومن هو دونك في أشياء ؟ هل سافرت في بلاد الله فوجدت الأمر كذلك؟ هل وهل وهل ، إنها سنة كونية، فلا تتخيل أنها ستتغير من بين يوم وليلة ، والفتنة هنا هذا أبيض وهذا أسود ، هذا جميل وهذا قبيح الصورة وليس المخبر ، هذا غني وهذا فقير ، هذا عالم وهذا جاهل ، هكذا طبعت الحياة علي التغاير بين الناس ، والكل مفتون بالكل ، ولكن الغني - الجميل - المتعلم ...الخ من حظوظ الخياة يشار إليها بالبنان ، والباقي هم من يشيرون ، ولا يلتفت أحدهم نهائياً للأخلاق والمخبر من الداخل . 

3 - ليقولوا

جاءت الفتنة ، بدأ الكلام، ألا تد امرأة جميلة تدخل في مجلس نساء وخرت إلا وبدأ الكلام؟ ألا تجد رجل فصيح مفوه خرجج لتوه من مجلس لا يضم المؤمنين إلا وبدأ الكلام ، هذه سنة الله في أرضه ( يقولوا ) 

4 - ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا 

المّن 
تعداد الفضل والاحسان يَمُنُّ بِمَا أَعْطَى، ويَعْتَدُّ بِهِ اعْتِداداً، وهو في حق الله - تعالي - محمدة ، وفي حقنا كعباد لله إذا مننا علي من أعطيناهم شيئا مذلة ومنقصة 

وأنت في رحلة حياتك

 تري حظوظ مختلفة ، وتقف حيران: لماذا من الله علي هذا الإنسان ولم يمن عليَّ أنا ، وأنا أكثر طاعة لله ، وأكثر عطاءاً للفقراء وأكثر وأكثر ؟ ومع أن الله - تعالي - لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون ، إلا أن الله - تعالي - يعلم أنك ستقف حيران في بعض الأوقات أمام بعض الناس ، لماذا يعطيهم الله ويحابيهم دونك أنت تحديدا !!! 

فكانت الإجابة ليشفيك من الداخل 

أليس الله بأعلم بالشاكرين؟ 

وهنا عدة وقفات: 

الوقفة الأولي: هل أنت من الشاكرين في خياتك اليومية أم مع الأحداث الهامة والعلامات الفارقة في حياتك ؟ مثل نجاح - زوا ج - سفر لعمل ...الخ وهل يفرق؟ الحقيقة أننا لابد أن نعطي علي ذلك مثال لأنواع الشكر في عجالة لنعلم الفرق: 

المثال 

عندك ولدين توأم والإثنين نجحوا في البكالوريا ، وأهديت الإثنين سيارتين ( انت ميسور الحال ) سنسمي الولد الأول : الشاكر، ونسمي الثاني: قليل الشكر 

الشاكر ماذا فعل معك عمد اهداءك السيارة له؟ 

1 - شكراً يا ابي من كل قلبي في نفسه قبل أن يتفوه لك بكلمة - امتنان - ( شكر قلب ) 
2 - جاء لك وقبل يدك وقال لك شكراً يا ابي ( شكر لسان ) 
3 - قبل أن تسأله كل مشاويرك علي عاتقه ولو تأخر علي مجموعة الأقران ، وعلي الججامعة التي يحبها ( شكر جوارح ) 

قليل الشكر ماذا فعل معك؟ 

1 - لا شكر ولا شيء ، هذا واججب علي أبي، أنا نجحت نجاحاً مبهرا ، وكل الآباء يفعلون ذلك، فما الججديد إذن؟ ( صفر في شكر القلب ) 
2 - ذهب إليك يجر في رجليه وعيناه لا تلتقي بك في مكان وقال لك شكراً يا أبي من وراء ظهره كما يقولون ( شكر لسان منقوص ) 

3 - كل ما يجيء إليك مشوار ، اختفي ولم تعلم عنه شيئا ليترك ابك الآخر يفعل لك ما تريد 

انظر 

وهما توأم، ومن بطن واحدة ،وتغذوا بغذاء واحد، وتباين الآداء أشد التباين معك ، وربما مع أمهم ومع الناس ، وأنت خبير أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله . 

الوقفة الثانية: أليس الله بأعلم بالشاكرين؟ هذا سؤال لك ولي ولغيرنا ؟ الله يعلم وانت لا تعلم ، هو من تري أنه أخذ حظاً أكثر من حظك ، أنت تري قطعة من حياته - مهما طالت - لكنك لم تري الحياة بأسرها ، أنت لم تري معاملته مع الله عند الشكر، والآن: هل تتذكر قول رسول الله - صلي الله عليه وسلم ( «عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»، (أخرجه مسلم).

إن صبرك يا أخي عند ضراء ألمت بك ، لا خوفاً من شمت الشامتين بل طاعة لله - تعالي - ( شكر دون الشكر ) 
إن شكرك في عز المحنة التي تمر بها: شكر دون الشكر 
إن قولك الحمد لله علي كل حال في عز الأزمات: شكر دون شكر 
إن تسليم أمرك لله عند المحن العظيمة: شكر دون شكر: يقول تعالي ( قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) علهما الله ( ابراهيم واسماعيل - عليهما السلام - من المحسنين فقط لأنهما استسلما لله عند الشدة ، فالإستسلام لله عند الشدة: شكر دون شكر وهو مما لا يقدره الناس لك ولا يعتدون به ولا ينظرون له من الأساس ، لكن الله - تعالي - يراه ويقدره ويشكره لك شكر بشكر . 

والآن: هل لازلت تفكر: لماذا أعطي الله فلان ولم يعطني أنا ، لعله أخرج من ماله الذي يحتاجه درهم أنت تاستهزأت به وهو معظم ما يملك ، لعله شكر في أزمة وأنت تتنعم في خيرات الله ، لعل ولعل ، إن حسابات الله دقيقة وليست بها شبهة محاباة مطلقا، فقف عند حدود الأدب مع الله ، ومع أقداره مع عباده ، لأنه يعلم ما لا تعلم أنت. والله أعلي وأعلم . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق