ما نستفيده من الآية الكريمة التالي:
1 - يقال إن كلمة إنسان باللغة العربية جاءت من كلمة نسيان ، فهو كثير النسيان ، لذا الله - تعالي - يقول مرتين في القرآن الكريم ( 1 - " وذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين " 2 - " ولقد عهدنا لأدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما " ) وربما غير ذلك من الآيات عن موضوع النسيان في القرآن .
2 - فلما نسوا: دلالة علي أنهم كان لديهم علم - لديهم فقه عن الإسلام - ومع ذلك نسوا ، وهو وارد ، ممكن لأي أحد أن ينسي ما حفظ أو تكلم أو حتي اقنع الناس به ، لكن المصيبة أنه لو ذكره أحد، يتمادي ولا يرجع للذكري والنفع من الإسلام .، هنا في هذه الزأية من الآية الكرية ( فلما نسوا ) سنعرف بعد قليل عقوبة الله - تعالي - علي النسيان معرفته أو نسيان حفظ أو تدبر القرآن للنيل من حظوظ الدنيا، وهي عقوبة فريدة من نوعها ، لكن المهم الآن: أنهم نسوا.
3 - ما ذُكروا به: إذن حد ذكرهم وهم أصروا علي البعد عن الله ، مرة أخري للنيل من حظوظ الدنيا
4 - فتحنا عليهم أبواب كل شيء: هذه هي العقوبة ، وهي عقوبة الدنيا ، لا نار ولا جهنم ولا أمراض ولا غيرها من مصائب ومصاعب الحياة بل مختلفة كل الإختلاف، فتح الله علي هذا الإنسان الناسي لأوامر الله ، أبواب كل شيء ، فللفرح بوابة ، وللزوا بوابة ، وللأولاد والأحفاد بوابة ، وللسفر والعمل والأموال وكثرة كل ما يشتهيه الإنسان في هذه الحياة بوابة ، فالله - تعالي - عندما يغضب علي إنسان يفتح عليه كل الأبواب المشتهاة وهو لا يزال علي نسيانه لأوامر الله . ماذا يحدث بعد ذلك ….دعنا نتعرف علي بقية الآية
5 - حتي إذا فرحوا بما أُوتوا: تذكر دائماً أن الله يحب لنا السعادة والفرح ولكن ليس الفرح المطغي والدليل من القرآن ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) ولكن لا يحب الفرح المطغي مثل في القرآن " إذا قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين " عن قارون الذي بلغت أمواله الحد الذي أطغاه وعله يتكبر علي كل من حوله ، إذن هناك فرح بالأبواب المفتوحة عليهم من حظوظ الدنيا وهم ناسين لأوامر الله ، ماذا يحدث بعد ذلك ؟
6 - أخذناهم بغتة: فجأة ، كم عمرك الآن؟ هل في رحلتك في الحياة لم تسمع عن موت مفاجيء؟ هل لم تسمع عن صديق أو قريب أو حبيب ؟ لا قدر الله مات فجأة وربما أمام عينك ، كان ساهي في الحياة وليس له علاقة بالله ؟ أم كان من المؤمنين ؟هل اتعظت بعدها ؟ هل تدينت ؟ هل تقربت إلي الله ؟ تذكر بعد الأبواب الميلة هناك بغتة وأنت ساه تماماً ، عافانا الله بفضله.
7 - فإذا هم مبلسون: يائسون من رحمة الله ان تنالهم مرة أخري ، أو يرجعوا للأبواب التي تعودوا علي فتحها عليهم .
الخلاصة
لا تنسي أوامر الله وانت تسير في الحياة ، وإن نسيت استغفر وارجع ، واعمل اعمل اعمل بجد وإخلاص فلا تعلم أين ومتي يقبل عملك، الصغير أم الكبير ، علي حسب درجة إخلاصك وقربك القلبي من الله ، وربما فتحت لك أبواب الدنيا كلها وأنت علي طاعة الله ، فلا تتوقع الشر ، وليس لك علاقة بهذه الآية مطلقا ، لماذا؟ لأن الله - تعالي - يقول في غير موضع من القرآن ( قل من حرم زينة الله التي أخر لعباده والطيبات من الرزق ، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ) خاصة مم؟ خالصة من شوائب ومكدرات الدنيا التي تعودنا عليها لنقصان الفرحة . والله أعلي وأعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق