المتابعون

مرات مشاهدة الصفحة في الأسبوع الماضي

الأربعون النووية بالمُذهب

إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولي بهما

 


نستفيد من الآية الكريمة التالي: 

1 - يا أيها الذين آمنوا
 افتتح الله - عزوجل - هذه الآية الشائكة في أحكامها بنداء الإيمان ، أي لا أحد معني بهذه الآية إلا المؤمنين بإله1 -  سماوي يستحثق العبادة ، فنحن كلنا مسلمين إلا أن تظهر تعارض المصالح ونقف في انب الحق فنصبح مؤمنين هنا وهنا فقط يبين قوة الإيمان أو عدم ووده من الأساس ، وكما قال تعالي - في غير موضع ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ 
الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ)

2 - كونوا قوامين بالقسط
 تخيل أن تكون وظيفتك ليست في الحياة بل عند الله ، أن تكون قوام بالقسط والعدل ، وأنت خبير أن القسط أقوي من العدل ، وانظر للفظ ( قوام ) اي بصيغة الديمومة ، أي ليس مرة واحدة بل ربما يستغرق طيلة حياتك، فلربما مضت حياتك كلها آمنة دون أن تتعرض لمثل هذا الموقف الججلل، وربما أتي لك في مرحلة من حياتك لتثبت لنفسك ويشاهد الله والمؤمنين فعلك في هذا الأمر إيذاناً بإعلان إيمانك الحقيقي لأول مرة . 

3 - شهداء لله: فالشهادة في الأساس ليس أمام القاضي أو أمام مع من الناس لهم علاقة بأصل هذه الضجة المجتمعية 

4 - ولو علي أنفسكم أو الوالدين والأقربين
تخيل أنك تشهد علي نفسك بأنك مدان وهذا صريح الإيمان ، أو تشهد علي أبيك بمساءة مجتمعية أو أحد الأقارب فعل أذي مجتمعي لأحدهم ، أو فعل جريمة مجتمعية اثارت لغط كثير ومشكلة لا تُحل .  

5 - إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولي بهما 
ثم يبين لك الله - تعالي - المشاكل التي ستثار حولك - إن حاولت وفعلت : أن تشهد علي نفسك أو أبيك أو أحد اقاربك - ( إن يكن غنياً: وما المشكلة في ان يكون أحد أقاربك الذي تحدثت عنه غني: لا المشكلة كبيرة - ممكن أن ينتقم منك - ممكن أن تكون قصته معروفة أكثر في المجتمع نظراً لأن الأغنياء مثار نظر العامة - أو لوججوده في أماكن حساسة في المجتمع وظيفياً أو مكانة اجتماعية بين المعارف والأقارب)  ، وما المشكلة في الفقير إذن ؟ ( الفقير: سيقال لك: تسامح معه ولا تشهد عليه ، أهو يحتاج إلي ججانب فقره إلي هذه المشكلة التي ستثيرها حوله وهو في الأصل فقير ، اتمع عليه الفقر والشهادة عليه بالسوء ؟ لا تسمع لهذا ولا ذاك ، إن كان الأمر فيه مكونات الإيمان ) فالله أولي بهما: أي الله لا يعتد بغني الغني أو فقر الفقير إذا ارتكبت جريمة في المجتمع ، لأن الأصل في المجتمع أن يكون آمناً بين اطرافه ، والعدل في مثل هذه القضايا هو اسلم الطرق للسلام المجتمعي. 

6 - فلا تتبعوا الهوي أن تعدلوا 
هوي الإنسان أن لا يظهر المعايب عن ما يقرب منه ، من أججل مصالح آنية أو لاحقة ، من أججل الأنساب ومن أجل الأصهار والمعارف وغيرها ، فالله - تعالي - يعلم ذلك فيك ولذا ينهاك أن تتبع هوي نفسك في عدم الوصول لمرحلة العدل. 

7 - وإن تلوا أو تعرضوا 
تلوا: التلوي الجسدي كما تلوي الحقائق سواء بسواء ، أو تعرضوا: أي تعطوا ظهركم للحقيقة وكأنكم لم تعرفوها 

8 - فإن الله بما تعملون خبيرا
والخبير في الشيء لا يمكن أن تخدعه ، هل تعرف خبير مثمن في الأثاث يخدع ؟ أو خبير مثمن في المجوهرات الثمينة يخدع ؟ مستحيل أليس كذلك ، الله - سبحانه وتعالي - خبير لكن ليس المقصود الأشياء المادية التي نلهث وراءها، ولكن في النفوس ، فأنت وأنا ونحن عبارة عن نفس بشرية وسد وروح ، النفس البشرية تخصص الله تعالي - إن صح التعبير - مهما أظهرت من حُججج ، مهما أظهرت أنك برييء ، مهما أظهرت أنك خِفت علي نفسك أو غيرها من اسباب دنيوية ، الله وبنفسه خبير بعملك . 

لفتة أخيرة في الآية الكريمة 

معني أنك تعرضت لمثل هذا الموقف القوي المزلزل في حياتك ولم تشهد علي نفسك أو أبيك أو أحد أقاربك ، تشكك في إيمانك من باديء ذي بدء . 


بالطبع الله أعلي وأعلم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق