المتابعون

مرات مشاهدة الصفحة في الأسبوع الماضي

الأربعون النووية بالمُذهب

ففهمناها سليمان



أولاً: ما نستفيده من الآية الكريمة ثم نأخذ الحكمة المذكورة بها، بالطبع الله أعلم:

1 – قصة الآية أن اثنين دخلا علي داوود – عليه السلام – ( ابو سليمان – عليه السلام - ) المحراب وهو يتعبد لله – تعالي – وداوود ملك من الملوك أي إن علي أبوابه حراس كثر، ومع ذلك عرف هذان الشخصان التسلل والدخول إليه في مكان تعبده وهو شيء مثير للقلق والشكوك .

2 – سألا هذان الشخصان عن قضية اختلفا فيها ، فقد كان داوود قاضي ملك نبي ، والقضية علي أراضي وزرع ومواشي ... الخ ، فحكم داوود – عليه السلام – بحكم لم يعب به الإثنان ، فدخل سليمان – عليه السلام – نبي ، وابن الملك النبي القاضي داوود ، ففهم سليمان القصة وأفتي لهما بشيء أفضي إلي راحة الإثنين وليس واحد فقط ، ثم تبين لهما أن الإثنين من الملائكة وقد اءا لإختبار داوود – عليه السلام -

3 – الله – تعالي – قال بعد ذلك في الآية الكريمة ( وكلا آتينا حكماً وعلما) إذن هما ( داوود الأب وسليمان الإبن ) ملوك – عندهم علم – أنبياء فقد حازا الشرف من كل جانب.

4 – ثم تحدثت الآية الكريمة عن جملة من العطاءات الإلهية لكل من سليمان وداوود - عليهما السلام في هذه الآية وما يليها من آيات .

ثانياً: انظر لــــ ( ففهمناها سليمان )

1 – أحياناً كثيرة يفهم الأبناء ما لم يفهمه الآباء ، ومع إن داوود حصل علي الشرف من كل جانب ( النبوة والقضاء والمُلك) إلا إنه عظيم التواضع أمام الخصمان أن يكبر بفكر ابنه علي فكره هو ، مع إنه قاضي وهم جاءوا له لا لسليمان .

2 – الفهم رزق من الله – تعالي – يزقه من يشاء من عباده ، فتجد طالب حريص علي الفهم ومع ذلك لا يفهم وتجد آخر يفهم من أول إشارة ، وهو عملية عقلية من العمليات العملية المعقدة وليست عملية بسيطة، فإذا رزقت الفهم فهو من الأرزاق الكريمة .

3 – أنت تحصل علي الفهم عن الله ، أو الحكمة من وراء الأشياء ليس بشطارتك ، وليس بإحاطتك بالأخبار ولكن بمحض فضل وقرب وفهم عن الله – تعالي – والله هو المختص بتفهميك أو غير ذلك.

4 - أنت خبير أن سورة النحل يسميها العلماء: سورة تعدد النعم أو سورة الشكر، لذا كل ما اء بها يستحق الشكر ، والمنهيات إنما جاءت لتعلمك أنه نوع من كفر النعم وليس شكر النعم، الآن: تكلمنا أعلي عن نوعية تواضع الأب الملك القاضي النبي لإبنه الأقل رتبة ليس في النبوة ولا في المُلك الإمارة ، بل أقل تقدير ( السن ) وتخيل الموقف: أب في موضع نبوة - قضاء - مُلك ويشعر أن الإبن هو من فهم وهو لم يفهم ، هل هذه سهلة؟ هل كل الآباء في مثل هذا الموقف يكبرون أبناءهم وآرائهم ؟ !! لذا سورة الشكر: تعلمك من خلال هذه الآية: أن ليس المهم من يأتي بالخير، أهو الأب أهو المعلم أهو التلميذ أهو الموظف الأصغر سناً وخبرة ، ليس مهم بل الأهم: أن الحق والخير جاء علي لسان أحدهم، وهذا ليس من السهل بمكان أن تهضم حقوق نفسك من أجل الآخرين حتي ولو كانوا أبناءك ، والله أعلي وأعلم . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق