ما نستفيده من الآية الكريمة
ولتكن منكم أُمة
هل هذا علي سبيل الندب أم الأمر؟
لا علي سبيل الأمر، إذن لو لم توجد هذه الفئة من الناس لنزل غضب الله علي عباده
يدعون إلي الخير
ما هو الخير ؟
الخير هو: الحَسَنُ لذاته، ولما يحققه من لذَّةٍ، أو نفع، أو سعادة
ومن معانيه أيضا
الخِيرُ : الكرمُ.
الخِيرُ الشرفُ.
الخِيرُ الأصلُ.
الخِيرُ الطبيعةُ
إذن الخير
ما ينفع الناس فس دينها ودنياها ، وإن كان المقصود في الآية الكريمة: ما ينفع في الآخرة
والأُمة
هي الجماعة الكبيرة من الناس ، يقال الأمة المحمدية ، أمة عيسي ، أمة موسي وغيرها من الأمم .
وينهون عن المنكر
المنكر: كلُّ ما حكم العقولُ الصحيحةُ بقُبْحِه أَو يُقَبِّحُه الشَّرْعُ أَو يُحرِّمه أَو يكرهُه
وأولئك هم المفلحون
الفلاح: الظفر بما تريد
أفلح في دراسته: نجح :-أفلح الطَّبيبُ في معالجته المرضى
لقد سُمي الفلاح ، فلاح، لأنه يقوم علي الأرض لزراعتها وتقليبها وغير ذلك حتي يحصد المحصول في نهاية الأمر ، فمن أفلح فقد فاز ،
ومن هذه المعاني اللغوية يكون معني الآية كلها
أمر من الله - تعالي - أن يكون من بين الناس أمة ( جماعة كبيرة من الناس ) تقوم بهذا العمل: غصلاح ما أفسده الآخرين ، ومزاحمة الخير للشر لعله يطغي ، وهذا الأمر ليس للندب ، بل أمر مباشر بالفعل ، وهناك سؤالين لعلنا نجد لهما إجابة
السؤال الأول
لماذا الله تبارك وتعالي أراد من المسلمين أن تقوم من بينهم أمة كاملة ( جماعة كبيرة من الناس ) ؟
هل لأن عدد المسلمين مقارنة بين غير المسلمين كبيرة جداً، فنحن 7 ونصف مليار نسمة علي الأرض من ضمنهم مائة ونصف مليار مسلم فقط ، والبقية لا تدين بدين الإسلام ، فتكون بذلك مسألة نسبة وتناسب مثل قوله تعالي ( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ..الآية ) الله يعلم ولكنه مجرد تفكير .
السؤال الثاني
هل المسلمين مسؤولون عن كل من في الأرض بما اننا الدين الخاتم، وبما اننا كمسلمين نعلم أن الدين المختار عند الله هو الإسلام ؟
الحقيقة أن المسلمين ليسوا مسؤولون عن كل من في الأرض ، والمسلمون منتشرون في كل بقاع الأرض ، لذا المفهوم من الآية والله - أعلم - أن في كل بلد يكون مسؤول جماعة كبيرة من المسلمين يكونون مسؤولون أمام الله من نشر الخير والأمر بالكف عن الشر
الآن
قد يتطرق إلي ذهنك سؤال ثالث
من الذي أمره بالخير وأنهاه عن الشر ، أقف الناس في الشارع مثلاً أفعل معهم ذلك ؟
وللإجابة علي هذا السؤال: ننظر لحديث رسول الله - صلي الله عليه وسلم
(( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَاسْتَطَاعَ أَنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ [حديث] ))
وكأن الحديث الشريف يرسم 3 دوائر متداخلة
الدائرة الأولي
التغيير باليد ( لخاصة أهلك: من أبناء وبنات وزوجة وأب وأم وإخوة ...)
الدائرة الثانية
فبلسانه : واللسان يشمل الكلمة المكتوبة أو المقروءة أو المسموعة: وهي للدائرة الأوسع من خاصة الأهل تشمل الأعمام وأولاد الأعمام والخلان وأولاد الخلان ...)
الدائرة الثالية
بقلبه: وتشمل كل ما لو تحدثت معه لأصابك أذي ، مثل جهة سيادية في هذا المجتمع - ناس ظالمة لا يهمها أن تسمع الخير ، أو ينالك أي بطش من جراء أمرك بمعروف أو نهيك عن منكر وتشمل بقية الناس أجمعين ( من ليس لك بهم صلة قرابة أو حتي مصاهرة )
والآن
هل أنا وأنت ونحن مسؤولون عن نشر كلمة هادفة وكف عن شر كبير أو صغير؟ بلي مكلفين: من كان عنده زاد فليعد به عن من لا زاد له ، والمعاصي والآثام: نصلح في الطريق ونأمر أيضاً وننهي عن اي شر قدر المستطاع
وتذكر
أولئك هم المفلحون ( الحاصدون لخيرات الآخرة ورضوان الله ) ومن لا يفعل لا يخصد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق