نستفيد من الآية الكريمة التالي
1 - فاصبر
الفاء تفيد السرعة ، والكلمة جاءت بصيغة الأمر، والمطلوب: سرعة التنفيذ ، الوصول لحالة الصبر، وهي حالة نفسية صعب الوصل إليها إلا علي من يسرها الله - تعالي - عليه ، ومعناها حبس النفس عن الجزع أو الصراخ أو حتي الشكوي وهو ما يسمي بالصبر الجميل ، تري وتسمع وتعلم كيد الكائدين لك، ولا تنبت بشفة مثل يعقوب - عليه السلام ( فصبر جميل والله المستعان علي ما تصفون ) عندما أخذوا منه يوسف - عليه السلام - وهم يعلمون مدي تعلقه به هذا الطفل ال1ي يبلغ من العمر 12 عام وجميل الصورة والمخبر، وهو متعلق بوالده، ووالده متعلق به ، فكان يري ويسمع ويعلم أنهم خائنون له، خائنون لأخيهم ومع ذلك اختار الصبر الجميل الذي لا شكوي فيه
هنا الآية
لا تطلب منك الصبر الجميل، ولكنها تطلب منك عدم الجزع ، عدم الصراخ في وجه من أساء إليك ، الصبر ثم الصبر ثم الصبر وفقط .
2 - إن وعد الله حق
ما العلاقة بأني اصبر علي أذي من حولي لي ، أو صبر رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لمؤذيين قريش أو كفار مكة أو أو ، بأني اعلم ( إن وعد الله حق ) التشكك - الريبة - عزيزي: إن الإنسان وقت المصائب الحالكة وخاصة إن كان بينك وبينها غريم ، الصبر يكون ضرب من الخيال ، والتشكك أصله من الشيطان، والشيطان يحب تحزين المؤمن ، لذا يشكك في وقت المصاعب والمصائب أنك علي الحق، فيوسوس لك بمثل: لو كنت علي الحق وهم علي الباطل لإنعكست الآية ، لأوذوا هم ونجوت أنت ، يشكك ويقول: أين الله من مصيبتك، لماذا يتركك هكذا ، ويأتي مع الشيطان ( شياطين الإنس ) ولسان حالهم يقول: كما جاء علي لسان القرآن في سورة يس ( ... أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ) بقياس عقلي غير دقيق ، وكأنهم يريدون أن يقولوا ( أنرحم من لو يشاء الله رحمه ) فتأتي هذه الآية لتخرس كل الأصوات السلبية في رأسك ، بفكرة إيجابية ( اصبر إن وعد الله حق )
3 - ولا يستخفنك
يقال أتعلم فلان، تقول نعم اعرفه، يقال لك عاشرته، تقول: لا ، يقال لك إذن لا تعرفه ، هناك أشخاص خداعين المظهر ، جميلي الصورة ، براقين المظهر والأقوال ، فإذا تكلموا تسمع لكلامهم ، ولكن الشدائد تفضحنا جميعا ، فمنا رزين لا يهتز أمام الأحداث ، ومنا من تهزه المصيبة يمنة أو يسري ، ومنا من تقتلعه المصيبة من جذور الإيمان - عياذاً بالله - لذا عند المصاعب ( خاصة التي لك غريم بها ) لا يستخفنك: أي لا تجعلك المصيبة خفيف الرأس ، مقتلع الحكمة من جذورها، غير صابر والصراخ يعلوك ، خفيف العقل والمنطق والحكمة ... بل اهدأ واثبت كعزن الرجال حتي لو كنتي انثي .
4 - الذين لا يوقنون
اليقين: الإعتقاد الجازم الذي لا شك فيه
وما معناها في الآية إذن؟ أي لا يجعلك الذين يعيشون حياتهم بالطول والعرض بعيداً عن منهج الله ، وهما علي معصية وانت علي طاعة، والمصائب لا تري غيرك في الحياة ، انصرف عن كونك تكون خفيف العقل للدرجة التي تشعرك أن الذين لا يوقنون بوجود الآخرة هم علي الحق وأنت علي الباطل
والله أعلي وأعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق