المتابعون

مرات مشاهدة الصفحة في الأسبوع الماضي

الأربعون النووية بالمُذهب

فامشوا في مناكبها

 


نستفيد من الآية الكريمة التالي: 

1 - هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا
  أي ممهدة ، مذللك لك تخضع لإرادتك فتزرع بها مرة ، وتبني بها بنيان مرة ، وتحفر بها آبار مرة ، وتسافر وتذهب وتأتي وهي لا تتغير عليك ، إلا بأفعال سيئة لها فترد لك ما فعلت ( تغير المناخ وما يتبعه من  زلازل و براكين..الخ ) مصداقاً لقوله تعالي ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) 

2 - فامشوا في مناكبها
 المشي هو الحركة الدؤوبة غير الكسلانة ، ومرة الله - تعالي - يأتيك بكلمة سعي وهنا يأتيك بكلمة المشي ، وما الفرق إذن؟ السعي: يسمي هرولة ، أي أسرع من المشي ,اقل من الجري ، أما المشي ففيه وسطية بين السعي وبين الكسل والدعة والجلوس ، أما المناكب: فيقال هذا رجل عريض المنكبين: ماذا يقصدون بذلك؟ أي أن عظام ما بين الكتفين كبيرة وواسعة ، ومن هذا المعني اللغوي: نفهم الآية أنها أمر بالمشي وليس السعي ، مشي معتدل فيه وقار وفيه حركة وليس كسل ولا تراخي ، والمعني: خذ الأرض كلها بما رحبت من المشرق إلي المغرب مشي ( اي سفر - ترحال - هجرة - تعلم - عمل - دراسة ...) سمها كما تشاء أن تسمها ، إلا إنه لابد من معرفتك أن ( فامشوا ) صيغة أمر في القرآن، ولذا: فسعيك أو مشيك المعتدل لتنال من بركات الأرض كلها أمر واجب عليك إذا استطعت لذلك سبيلا ، فلا تقول لا أترك أهلي أو اترك بلدي أو غير ذلك من المبررات ، بل المشي من أجل بركة الرزق واجبة ، فربما ضاقت بك بلدك الوفيرة الرزق ، لبلد آخر أقل رزقا ولكن بركتك هناك وليس هنا . 

3 - وكل من رزقه 
كل من عمل يدك في أي مكان تذهب إليه، ولا تنسي أن الرزاق هو الله، قطع لك رزقك هناك لتكون هنا بقدر منه ، لا بالحظ أو بالواسطة أو غير ذلك . 

4 - وإليه النشور
طعمت الآن ، جاءك رزقك يزحف إليك زحفا في البلد التي تغربت إليها عن موطنك الأصلي، ججرت الأموال في يدك ، أصبحت أحسن حالا، لا تنسي أن الرجوع الأخير ليس لموطنك الأصلي ، الرجوع الأخير من آخر رحلة سيكون لمن له النشور ( أي الخروج من المقابر لتلقي الحساب ) لله عزوجل .... بالطبع الله أعلي وأعلم . 

هناك لفتة مخفية في الآية الكريمة 

امشوا: قلنا أعلي إنها صصيغة أمر، وربما أنت خبير في علم النفس ، أو من محبي البحث عبر الشبكة العنكبوتية ، فتبحث بنفسك عن الغربة ، وعن الهجرة والهرة القسرية تحديدا، كم هي معذبة للنفس ، ولرسول الله - صلي اله عليه وسلم حديث يقول فيه 

( عن أبي هريرة  أن رسول الله ﷺ قال: السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه، وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره، فليعجل إلى أهله ، متفق عليه.

ومع هذا يأمرنا الله - تعالي - بالمشي من أل بركة الرزق / متعك الله برزق وفير مع حركة دؤوبة في الحياة لتكتمل معاني القرآن في أذهاننا . والله أعلي وأعلم . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق