المتابعون

مرات مشاهدة الصفحة في الأسبوع الماضي

الأربعون النووية بالمُذهب

من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا و الآخرة



الآية التي بين أيدينا ( سبقت لها آية ) تتحدث عن صنف من الناس ، كثيراً ما ستججده حولك في رحلة حياتك أنت وأنا ونحن وربما نحن المعنيين بالآية - نسأل الله المعافاة - فالآية السابقة تتحدث عن عبادة بعض الناس لله علي حرف ، ، والمعني - علي حسب الأحداث - فإن جاءت الأحداث بالمسرة والرحمة والسعة والدعة ، كان الإيمان بالله العظيم واب شرعي ، وإن اءت الرياح بما لا تشتهيه السفن ، لما أنا ولماذا تفعل في هذا، أنت لا تستحق العبادة ويبدأ في الإنحدار من ربقة الإيمان جملة وتفصيلا ، وتجد في العالم ما يشهد علي ذلك ، ليس شرط أن يكونوا مسلمين وإن كان الخطاب المعني به أهل الإسلام ، فتجد في العالم في قارة آسيا تحديداً ، الكثير من الأرباب والآلهة ، ولكل إله له نموذ في تمثال صغير يعبده الإنسان ويأخذه من المعبد إلي المنزل ذهاباً وإيابا، ولقد شاهدت وبنفسي فيديو لإنسان وهو خارج من معبده يحمل هذا المعبود ويحضنه ، فحدث حادث سير لزوجته وأولاده وماتوا أمام عينه ، فرمي هذا التمثال من يده وركله بأرججله وشتمه بأقذع الشتائم ، هل نحن نفعل مثل ذلك والإسم مختلف ( مسلمين )  ... 

أعاذك وأعاذنا الله 
هنا في هذه الآية: يصحح الله المفاهيم لهذه النوعية من الناس فيقول - عزول - 
1 - من كان يظن : يقال: الظن أكذب الحديث ، فالظن هو الشك الغالب عليك أكثر من اليقين ، ولذا سُمي شك لأنه ممكن أن يكون كما تتخيل أو لا يكون كذلك ، إذن من غلب علي ظنه أن الله لن ينصره في الدنيا والآخرة فليسمع بقية الآية الكريمة . 

2 - أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة : النصر في الآخرة معروف ( زحزخة عن النار ) ( دخول جنة ) ( رضوان من الله ) ربي يرزقنا وإياكم ، أما نصر الدنيا الذي تتعلق به قلوبنا جميعاً إلا القليل النادر في الحياة ، فالزوجة الصالحة ، والمركب والمنزل الواسع وسعة المال والصحة ... الخ 

3 - فليمدد بسبب إلي السماء: وقد كان العرب يقولون علي سقف البيت ( سماء ) والمعني: فلتضع من مكان وقوفك في الحجرة التي تقف أو تججلس بها حبل تربطه في السقف ، ثم تضعه حول رقبتك وتنتحر ، نعم انتحر وستنتهي كل معاناتك أليس كذلك ؟ 

4 - ثم ليقطع: رقبتك، ألم أقل لك انتحار 

5 - فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ: هل ذهب حنقك علي الله - تعالي - أن حرمك مؤقتا وأعطي غيرك ؟ هل حنقك علي الإله ذهب بأنك وصلت للإنتحار ، حتي لو كان انتحار معنوي ( فقد الإيمان جملة وتفصيلا )  

ونستفيد التالي: 
1 - فكرتك عن الإله العظيم الكريم المفترض ان لا تتأرجح علي حسب الأحداث التي تمر بك، فالحياة دول ، وأنت لست المدلل عند الله ، فهناك ناس غرقت وهناك ناس افتقرت وهناك ناس لم تتزوج وهناك  وهناك، لماذا أنت تحديداً تريد أن تأخذ كل شيء كل الوقت ؟ 

2 - نصر الله لك آت آت لا محالة ، ولكن من الذي ينصره الله ولماذا؟ أثمة محاباة - حاش وكلا ، فالله - تبارك وتعالي - لا يحابي أحد ولا يميز أحد علي أحد ، ولكن ( ولينصرن الله من ينصره ) متي نصرت الله آخر مرة ؟ هل من شهر ، هل من سنة أو أكثر أو أقل ، نصر الله أن تعلنها مدوية انك تؤمن بإله السماء ، أن تنصر الله قدر ما تستطيع في إنفاذ شرعه ، أن تتحدث عنه في موضع تشعر أنك ممكن أن يأذيك فيه أحدهم ، وغيرها بالتأكيد ، هكذا علمنا من الذي ينصره الله ، لكن لماذا ينصره ، ولماذا نصر الله آت لا محالة ؟ لأن الله - تعالي - لا يتخلي عن عباده الذين آمنوا به مطلقا ، لابد وأن يريهم وجوده في حياتهم هم لا حياة غيرهم ، وإن كنت في مظلمة ومت - لا قدر الله فيها وأنت علي تدينك وانت علي حبك لله لم يتغير أو يتبدل ، فأنت مت منصور ولو كان الشكل علي غير النصر. بعد قليل سنستعرض بعض الأسباب لماذا يتأخر النصر أحيانا ؟ 

3 - الغريب في الآية: أن الله - تعالي - لا يصحح لك المفاهيم أنه سوف ينصرك ، ولا يدغدغ قلبك بمشاعر إيمانية: مثل بعض الآباء أو الأمهات: أنت لا تحبني مثل الأول ، سبحانه وتعالي - ولكن يعطي لك الحرية مطلقا بل ويطلق لك العنان أن تخرج من الحياة ، وأين تذهب فهو منتظرك ليجازيك علي سوء اعتقادك فيه - سبحانه وتعالي - 

4 - هل الموت أذهب غيظك من الله ؟ وأنت تمر في رحلتك ستد الكثير من حولك ينتحر ، يسمونه في الشرق انتحار ، ويسمونه في الغرب ( الموت الرحيم ) وفي النهاية المحصلة واحدة: لم يذهب غيظك ابدا . 

الآن: لماذا يتأخر نصر الله أحيانا؟ 

1 - عدم استعدادك النفسي: نعم أنت المشكلة: هل أنت مستعد لنصر الله بكل تواضع ، لقد نصر الله رسول الله في فتح مكة ، فدخل - صلي الله عليه وسلم - مطأطأ ظهره حتي لم يكن يري من قربه من ظهر الدابة التي يركبها، وهو من هو ، ومكة وأهلها من عادوه كل هذه المعاداة ، فلم يسمح الله - تعالي - لرسوله الخاتم أن يتكبر علي من تكبر عليه وعاداه وأخرجه من بيته ، ولذا الله - تعالي - يمدح خُلق رسول الله ( إنك لعلي خُلق عظيم ) فهل استعددت أم لازلت لست مستعد بعد ؟ 

2 - قد يتأخر النصر: لأنك لم تتعلم الدرس بعد، فبعض المحن لا تأتي فرادي ولا تذهب إلا بتوبة وروع حقيقي لله - تعالي - فهل تعلمت شيء من محن الماضي ، هل أخرجت منك إنسان جديد ، نظيف ، لم يتعلق بالدنيا تعلق الأطفال ؟ هل هل ؟ تذكر: عندما تهضم الدرس خبرياً : سيأتي نصرك بإذن الله . 

3 - قد يتأخر النصر: لن المفاهيم غير محددة في رأسك ، فأنت لا تستطيع التفريق بين الحق والباطل إلي الآن: من الذي علي حق ومن علي الباطل وعندك حيرة حقيقية لا تمثيل ، فلا يتركك الله ابدا إلا أن تتعلم الحقائق جيدا ، وتعلم ما ينبغي أن تفعل ، مصداقاً لقوله تعالي ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) ... فتظل في عدم نصرك الشخصي إلي أن تري الحق حق والباطل باطل وتختار ما تختاره لنفسك . 

4 - قد يتأخر النصر: لتخلف الأمة عن الركب الأول للحضارة الإسلامية ، فأصبح الإسلام مرد شعائر ( صلاة - صيام - حج ..) ونسينا الججانب المشرق من كل دين من الأديان السماوية أو حتي الأرضية ( المعاملات ) فلو قسمت بالحسابات الدقيقة الشعائر الشعائرية ( صلاة - صوم ..الخ ) مع الشعائر التعاملية ( الصدق - الأمانة - عدم الخيانة - حب لغيرك ما تحبه لنفسك ...الخ ) من منظومة أخلاق ليس لها مثيل لا في قوانين وضعية في أشهر القوانين العالمية ولا في دين آخر ، وهنا سقطنا جميعاً من نظر الله - تعالي - إلا أن نرجع ونحسن ونتوب ونعاهد الله علي التجرد ، كما تجرد أجدادنا وأسلافنا الآوائل في الرعيل الاول والثاني والثالث من بداية الإسلام ، فنتجرد وننصف ونتسامي عن حظوظ الدنيا ‘إذا سبقنا أحدهم بها ، وهنا يأتي بإذن الله نصر الله ، وهنا وبها دخل الناس في دين الله أفواجا . 

ربما كانت هناك العديد والعديد من عوامل تأخر النصر الشخصي أو حتي النصر الأممي للأمة الإسلامية جمعاء ، ولكن الأهم أن تتيقن ولا تظن: ان نصر الله آت آت ـ فاستعد ، فإن الفرصة تحب العقل المستعد . والله أعلي وأعلم . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق